www.cristiano.hooxs.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.cristiano.hooxs.com

اهلا ومرحبا بكم

welcome to site brnses

    حديث { كن في الدنيا كأنك غريب }

    امير الذوق
    امير الذوق
    الكينج الادمن و صـاحب المنتدى


    عدد المساهمات : 264
    نقاط : 776
    تاريخ التسجيل : 04/04/2009

    حديث { كن في الدنيا كأنك غريب } Empty حديث { كن في الدنيا كأنك غريب }

    مُساهمة  امير الذوق الثلاثاء أبريل 07, 2009 6:28 pm

    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
    أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ فقال : ( كن في الدنيا
    كأنك غريب ، أو عابر سبيل ) .

    وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول :
    " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت
    فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك
    لمرضك ، ومن حياتك لموتك " . رواه البخاري .

    الشرح
    عندما نتأمل في حقيقة هذه الدنيا ، نعلم أنها لم تكن يوما دار إقامة ،
    أو موطن استقرار ولئن كان ظاهرها يوحي بنضارتها وجمالها ، إلا أن حقيقتها
    فانية ، ونعيمها زائل كالزهرة النضرة التي لا تلبث أن تذبل ويذهب بريقها .

    تلك هي الدنيا التي غرّت الناس ، وألهتهم عن آخرتهم ، فاتخذوها
    وطنا لهم ، ومحلا لإقامتهم ، لا تصفو فيها سعادة ، ولا تدوم فيها راحة ،
    ولا يزال الناس في غمرة الدنيا يركضون ، وخلف حطامها يلهثون ،
    حتى إذا جاء أمر الله انكشف لهم حقيقة زيفها وتبين
    لهم أنهم كانوا يركضون وراء وهم لا حقيقة له ، وصدق الله العظيم إذ يقول :
    { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } ( آل عمران : 185 ) .


    لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبيّ عبدالله بن عمر رضي الله
    عنهما ليسترعي بذلك انتباهه ، ويجمع إليه فكره ، ويشعره بأهمية ما
    سيقوله له ، فانسابت تلك الكلمات إلى روحه مباشرة : ( كن في الدنيا
    كأنك غريب أو عابر سبيل ) .

    وانظر كيف شبّه النبي صلى الله عليه وسلم مُقام المؤمنين في
    الدنيا بحال الغريب فإنك لا تجد في الغريب ركونا إلى الأرض التي حل فيها ،
    أو أنسا بأهلها ، ولكنه مستوحش من مقامه ، دائم القلق ، لم يشغل نفسه
    بدنيا الناس ، بل اكتفى منها بالشيء اليسير .

    لقد بيّن الحديث غربة المؤمن في هذه الدنيا ، والتي تقتضي منه
    التمسّك بالدين ، ولزوم الاستقامة على منهج الله ، حتى وإن فسد
    الناس ، أو حادوا عن الطريق ؛ فصاحب الاستقامة له هدف يصبو إليه ،
    وسالك الطريق لا يوهنه عن مواصلة المسير تخاذل الناس ، أو إيثارهم
    للدعة والراحة ، وهذه هي حقيقة الغربة التي أشار إليها النبي صلى
    الله عليه وسلم في قوله : ( بدأ الإسلام غريبا
    وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) رواه مسلم .


    وإذا كان المسلم سالكاً لطريق الاستقامة ، حرص على قلّة مخالطة
    من كان قليل الورع ضعيف الديانة ، فيسلم بذلك من مساويء الأخلاق
    الناشئة عن مجالسة بعض الناس كالحسد والغيبة ، وسوء الظن بالآخرين ،
    وغير ذلك مما جاء النهي عنه ، والتحذير منه .

    ولا يُفهم مما سبق أن مخالطة الناس مذمومة بالجملة ، أو أن
    الأصل هو اعتزال الناس ومجانبتهم ؛ فإن هذا مخالف لأصول الشريعة
    التي دعت إلى مخالطة الناس وتوثيق العلاقات بينهم ، يقول الله تعالى :
    { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم
    شعوبا وقبائل لتعارفوا } ( الحجرات : 13 )
    وقد جاء في الحديث الصحيح : ( المسلم إذا كان مخالطا
    الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر
    على أذاهم ) رواه الترمذي

    وإنما الضابط في هذه المسألة : أن يعتزل المرء مجالسة من يضرّه
    في دينه ، ويشغله عن آخرته ، بخلاف من كانت مجالسته ذكرا لله ،
    وتذكيرا بالآخرة ، وتوجيها إلى ما ينفع في الدنيا والآخرة .

    فعابر السبيل : لا يأخذ من الزاد سوى ما يكفيه مؤونة الرحلة ،
    ويعينه على مواصلة السفر ، لا يقر له قرار ، ولا يشغله شيء عن مواصلة
    السفر ، حتى يصل إلى أرضه ووطنه .

    ذلك هو المعنى الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصله
    إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، فكان لهذا التوجيه النبوي أعظم
    الأثر في نفسه ، ويظهر ذلك جليا في سيرته رضي الله عنه ، فإنه
    ما كان ليطمئنّ إلى الدنيا أو يركن إليها ، بل إنه كان حريصا على اغتنام الأوقات ،
    كما نلمس ذلك في وصيّته الخالدة عندما قال رضي الله عنه :
    " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت
    فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:44 am